موضوع: معنى السعاده الإثنين أغسطس 20, 2007 11:18 am
بـــســــم الله الرحــمـــن الرحيــــــــم
ما هي السعادة؟!..
السعادة أجمل أمل في الحياة يداعب خيال كل إنسان، وقد فتش الناس، عن السعادة في كل زمان وكل مكان، ومنهم من وجدها من غير شك، وإن كان هؤلاء السعداء قلة في أغلب الأحوال، ومنهم من قتله سوء الظن وغلبه الهم، فقضى حياته كلها وهو يحسب أنه شقي محروم، مع أن السعادة كانت بين يديه، وفي مواطئ قدميه، وأمام عينيه، ولكنه كان من الغافلين. وقد تباين الناس في تقديرالسعادة وتعريفها تباينا ظاهرا.
ويستطيع الإنسان إذا تحرر من الهوى الجامح والخيال الكاذب والوهم المسرف، وعلم أن الحياة ليست خيرا صرفا، وإنما هي مزيج من الخير والشر، والحركة والسكون، والراحة والتعب، والصحة والمرض، والقوة والضعف، وبضدها تتميز الأشياء، يستطيع الإنسان إذا عرف هذا أن يعرف طريق السعادة، وأن يسعى إليها، ومن الممكن أن يبلغها، ويتمتع بها، وخاصة إذا أدرك بوضوح أنه لا يوجد في الدنيا كائن خاص متميز يسمى "السعادة" .
فلا الدور ولا القصور ولا المال، ولا غير ذلك من أعراض الحياة، بممثل للسعادة في ذاتها وصميم حقيقتها، ولكن الإنسان يستطيع أن يعرف السعادة بأنها "عدم الشقاء"، فإذا أصيب الإنسان بمرض عضال، وأحس بشديد وطأته وثقل نزلته، وأخذ يتلمس أسباب العلاج ووسائل الشفاء، ثم نشط من عقال المرض، واسترد صحته وعافيته، ذاق لونا من ألوان الراحة بعد التعب، والسعادة بعد الشقاء، وإذا نزلت بالإنسان ضائقة أقلقت خاطره وقلبت كيانه، ثم أخذ يجاهدها ويغالبها حتى تغلب عليها وقهرها، واسترد مكانته الطبيعية الهادئة التي كان فيها، فذلك أيضا لون من ألوان السعادة، وإذا كان أمام الإنسان هدف من الأهداف، يسعى إليه، ويحاول بلوغه، لأنه سيجد عنده تحقيق أمنيته وتصديق رجائه، ثم بذل من وقته وماله وأعصابه وعرقه وفكره ما بذل، وسهر الليل الطويل، وأفنى في العمل النهار الثقيل، ثم بلغ ذلك الهدف، أحس براحة وطمأنينة، وبهجة تشيع في جسمه وروحه، فذلك أيضا نوع من أنواع السعادة، وهكذا كلما تجنب الإنسان نازلة من النوازل، أو تغلب على صعوبة من الصعوبات، أو قهر أزمة من الأزمات، او هزم بادرة من بوادر الشقاء، تحقق له جانب من السعادة!!..